اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 220
والهامه قُلْ لهم على سبيل الإلزام هَلْ يَسْتَوِي عندكم البشر الْأَعْمى عن مطالعة عجائب مصنوعات الحق وغرائب مخترعاته وَالبشر الْبَصِيرُ المطالع المشاهد لها أَتشكون في ان ما بينهما من التفاوت الفاحش فَلا تَتَفَكَّرُونَ ولا تتأملون حتى ينكشف ويتميز عندكم الحق الصريح من الباطل الزائل الزائغ
وَبالجملة أَنْذِرْ بِهِ اى بما يوحى إليك يا أكمل الرسل المؤمنين الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ وهم في أنفسهم معتقدون ان لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ يولى أمرهم غيره وَلا شَفِيعٌ يشفع لهم عنده حتى ينقذهم من عذابه لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ لكي يتقوا ويحسنوا العمل لرضاه
وَبعد ما أرسلناك يا أكمل الرسل لترويج الحق وتقوية اهله لا تَطْرُدِ ولا تبعد من عندك الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ اى في جميع اوقات النهار وَالْعَشِيِّ اى في جميع اوقات الليل وبالجملة هم مستغرقون جميع أوقاتهم بالتوجه نحوه سبحانه ما يُرِيدُونَ وما يقصدون بتوجههم هذا غير ان يطالعوا وَجْهَهُ الكريم وبالجملة لا تطرد هؤلاء الكرام من عندك بسبب ميلك الى ايمان اهل البدع والأهواء ومصاحبتهم ومجالستهم مع انهم ليسوا من اهل الفلاح ولا قابلين له بالإرشاد والإصلاح بل ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ وايمانهم مِنْ شَيْءٍ يعود إليك نفعه وايضا وَما مِنْ حِسابِكَ وإيمانك عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ ينفعهم او يضرهم بل كل منك ومنهم مجزى بما عمل مسئول محاسب عما فعل مالك فَتَطْرُدَهُمْ اى هؤلاء المؤمنين المريدين وجه الله في عموم أوقاتهم وحالاتهم سيما لأجل أولئك الحمقاء المنهمكين في الغي والضلال فَتَكُونَ أنت بواسطة طردهم وتبعيدهم مِنَ الظَّالِمِينَ الخارجين عن مقتضى العقل والشرع والمروة بالمرة روى ان قريشا قالوا لو طردت يا محمد هؤلاء السفلة أرادوا عمارا وصهيبا وسلمان وغيرهم من ضعفاء الأصحاب قد جلسنا إليك وحادثنا معك فقال عليه السّلام ما انا بطارد المؤمنين قالوا فاقمهم عن مجلسنا حين جلسنا معك. قال له عمر رضى الله عنه لو فعلت حتى ننظر الى ماذا يصيرون فقبل عليه السّلام قالوا فاكتب بذلك كتابا فدعا بالصحيفة وبعلى ليكتب فنزلت اى الآية فالقى عليه السّلام الصحيفة من يد
وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ اى مثل ما فتنا بعض الناس ببعض في الأمور المتعلقة بمعاش الدنيا من المال والجاه والرياسة فتناهم في امور دينهم ايضا لِيَقُولُوا من غاية استبعادهم واستحقارهم أَهؤُلاءِ الضعفاء الفقراء الأراذل قد مَنَّ اللَّهُ المنعم المفضل عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا قال سبحانه توبيخا وتقريعا لهم بل هم أولئك الفقراء الصابرون على بلاء الله الشاكرون لنعمائه أَلَيْسَ اللَّهُ العالم بضمائر عباده بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ الصابرين منهم ومنكم ايها الشرفا الكافرون لنعمه
وَإِذا جاءَكَ يا أكمل الرسل اى المؤمنون الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا ويمتثلون بها بالغداة والعشى وهم يريدون وجهنا فَقُلْ لهم قبل تسليمهم سَلامٌ عَلَيْكُمْ ايها المقبولون عند الله الراضون المرضيون ثم بشرهم بأنه قد كَتَبَ اى قضى وأوجب رَبُّكُمْ لاجلكم عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ والشفقة والمرحمة الى حيث أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً به يسيء نفسه عند الله مع كونه صادرا عنه تلك المساءة بِجَهالَةٍ لا عن قصد وإصرار ثُمَّ بعد ما علم وخامة عاقبته تابَ مِنْ بَعْدِهِ واستغفر ربه منيبا اليه وَأَصْلَحَ بالتوبة ما أفسد بالجهالة فَأَنَّهُ سبحانه غَفُورٌ يستر تلك المعصية عنكم رَحِيمٌ يقبل توبتكم بسبب إخلاصكم فيها
وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ ونوضح الْآياتِ ليظهر طريق الحق وَلِتَسْتَبِينَ وتتميز سَبِيلُ
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 220